لا يمكن التغلب على الصعوبات إلا بمساعدة بعضنا البعض. أرسلت جمعية الصليب الأحمر الصينية فريقا من الخبراء الطبيين إلى الجبهة الأمامية العراقية لمكافحة كوفيد-19 تلبية لطلب جمعية الهلال الأحمر العراقي. في الوقت الحاضر، يكافح سبعة خبراء صينيين متخصصين في مجالات الوقاية من الأمراض المعدية والسيطرة عليها وعلم الوبائيات والعلاج الطبي انتشار الفيروس ويساهمون في اختبار الحمض النووي، كما أنهم يجلبون للمواطنين العراقيين مواد الوقاية من الفيروس والسيطرة عليه والتجربة الصينية في مكافحة الوباء لكي يساعدوا الحكومة العراقية على مكافحة كوفيد-19.
"العراق يقع في المرحلة الأولية لانتشار الوباء"
بدأ فريق الخبراء الطبيين الصينيين عمله على الفور بعد وصوله إلى بغداد مساء يوم 8 مارس الجاري، حيث أجرى الفريق مناقشة مع وزير الصحة العراقي وخبراء الصحة العامة وممثل منظمة الصحة العالمية، ثم قام بزيارة المستشفيات المحلية لتحليل الوضع الراهن عن الوقاية من الوباء والسيطرة عليه في العراق.
أول حالة إصابة مؤكدة في العراق هي طالب من إيران، تأكدت إصابته في مدينة النجف جنوبي العراق في يوم 24 فبراير الماضي. وحتى يوم الخميس الماضي، تم تأكيد 83 حالة إصابة بكوفيد-19 في 14 محافظة عراقية توفي منهم ثمانية أشخاص، فيما تماثل 24 آخرون للشفاء أغلبهم في العاصمة بغداد التي يبلغ تعداد سكانها أكثر من سبعة ملايين نسمة. وما أثار القلق الأكثر هو أنه ظهر انتشار الوباء المحلي في العراق وقفا للتقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية في يوم 9 مارس الجاري.
قال هان منغ جيه عضو فريق الخبراء وخبير المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها إن "العراق يقع في المرحلة الأولية لانتشار الوباء، إذا اتخذت الحكومة العراقية إجراءات فعالة، يمكنها تأخير انتشار الوبا".
"العراق في أمس الحاجة إلى وضع خطة وطنية للوقاية من الوباء والسيطرة عليه"
تعرف فريق الخبراء الصينيين خلال تفقده الحالة المحلية على أن القنوات المعلوماتية والرقمية لتقرير البيانات في العراق غير متكاملة رغم أنه قد حدد المستشفيات الخاصة للعزل الصحي وعلاج المرضى.
في شوارع بغداد، عدد الأشخاص الذين يرتدون الكمامات لا يزال قليلا جدا. مع تعزيز الحكومة العراقية اتخاذ إجراءات الوقاية من الوباء والسيطرة عليه، قد تم إغلاق الأسواق والمطاعم داخل مدينة بغداد وإلغاء الأنشطة في المواقع الدينية، كما أن الحكومة العراقية اتخذت إجراءات تعليق دوام المدارس ومنع التجمع وحظر مواطني الدول التي عانت من فيروس كورونا الجديد من دخول حدود العراق، ولكن نظامه الطبي ضعيف، وينقص المواطنين العراقيين الوعي بالوقاية من الفيروس، وموارد الوقاية من الوباء في حالة شديدة من النقص.. إذا انتشر الوباء داخل العراق، عواقبه خطيرة جدا.
قال هان إن "الوباء في المرحلة التالية لا يعطي التفاؤل"، وأوضح أن فيروس كورونا الجديد ينتشر سريعا، فما زال العراق يواجه المخاطر الكثيرة، خاصة فيما يتعلق بتعزيز السيطرة على الأفراد الإيرانيين الذين دخلوا حدود العراق، إذا دخل المصابون بالعدوى إلى العراق، قد يتسبب ذلك بانتشار الفيروس في المجامع السكنية. لذا، العراق في أمس الحاجة إلى إنشاء آلية مشتركة للوقاية من الفيروس والسيطرة عليه ووضع الخطط الخاصة بها، مما يدفع عملية تنفيذ الإجراءات ذات الصلة في المجامع السكنية.
الكواشف المخبرية مهمة جدا للعراق
بعد سنوات من الحرب، أصبح نظام الرعاية الصحية العراقي هشا، ويعاني من أضرار جسيمة في المستشفيات والبنية التحتية الطبية الأخرى، فضلا عن نقص في الكوادر الطبية والمهنية، وكذلك نقص في الإمدادات.
مختبر بغداد المركزي هو القطاع الوحيد الذي يمتلك القدرة على اختبار الحمض النووي في العراق، حيث أتم العراق اختبار حوالي 700 عينة باستخدام الكواشف المخبرية عن الأحماض النووية التي تبرعت بها منظمة الصحة العالمية، ولكن قدرة العراق المخبرية لا تزال محدودة، فلا يمكنه استيعاب تطورات الوباء الحقيقية.
تبرعت جمعية الصليب الأحمر الصينية بمجموعة من المعدات المعملية، بما فيها 50 ألفا من الكواشف المخبرية عن الأحماض النووية، هذا سيساعد العراق على رفع قدرته المخبرية بشكل كبير وتسريع عمليته في الاختبار والعزل والتشخيص والعلاج مما يساعد العراق في السيطرة على الوباء في المرحلة الأولى.
تجربة الصين في مكافحة كوفيد-19 هي ثروة ثمينة
إن الوقاية من الأمراض المعدية والسيطرة عليها ليست لديها حدود، فتجربة الصين في مكافحة الوباء بصدد جعلها مرجعا هاما للعالم.
قال هان إن فريق الخبراء يأمل في مشاركة العراق تجربة الصين لعلاج المرضى المصابين بكوفيد-19، وتعليم العراق كيفية تجنب إصابة العمال الطبيين بالعدوى وتركيز الموارد الطبية على أعمال الوقاية من وباء وعلاج المرضى.
كما أرسل المكتب الإقليمي لشرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية فريقا يضم ستة خبراء إلى العراق عقب وصول فريق الخبراء الصينيين، وأجرى الجانبان تبادلات فنية على الفور.
أعرب لانا حاجي نائب مدير المكتب الإقليمي لشرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية أنه "بالنسبة لنا، تجربة الصين في علاج كمية كبيرة من حالات الإصابة لديها أهمية كبيرة، إذ أن البيانات الصخمة عن الوباء ووسائل إدارة الحالات المصابة والحد من انتشار الفيروس في الصين مفيدة جدا للعالم".
وقال أدهم رشاد إسماعيل عبد المنعم، ممثل منظمة الصحة العالمية في #العراق إنه "بالإضافة إلى أجهزة اختبار الفيروس، فإن الممارسات السريرية والمبادئ التوجيهية في جهود الصين لمكافحة الفيروسات هي مورد قيم في مكافحة العراق ضد الفيروس".
الصين ترغب في مواصلة تقديم المساعدة بقدر استطاعتها
أجرى عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم يوم الاثنين الماضي.
أعرب الحكيم أن فريق الخبراء الطبيين الصينيين توجه إلى بغداد حاملا المواد والمعدات الطبية في هذه الفترة الحاسمة لمكافحة الوباء بالنسبة للشعب العراقي، وقدم لنا مساعدة كثيرة. فنشكر الصين على دعمها القوي، ونحن على ثقة تامة بأننا سننتصر على الوباء في أقرب وقت ممكن بمساعدة الحكومة الصينية.
وقال وانغ إن رئيس العراق ورئيس وزرائه أرسلا خطابات للقادة الصينيين منذ الفترة، حيث أعربا عن دعمهما لجهود الصين في مكافحة الوباء. وبعد تفشي الوباء في العراق، كلفت الحكومة الصينية جمعية الصليب الأحمر بتشكيل الفريق الطبي لدعم العراق. أنا على ثقة بأن هذا الفريق سيساعد العراق على مكافحة الوباء، كما أن الشعب العراقي سينتصر على الوباء في أقرب وقت ممكن. ترغب #الصين في مواصلة تقديم الدعم والمساعدة للعراق بقدر استطاعتها.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق