بغداد - خاص
أشرت وتؤشر أغلب المؤتمرات، التجمعات، الندوات، والدراسات
والبحوث التي نتجت عنها، أن (عملية السلام) عملية صعبة الإنتاج وربما تكون هي (اعقد
من الحرب) في تفاصيلها واسباب استتبابها ونجاحها.
من هذا المنطلق عقد المركز العلمي التخصصي (غلوبوس 21) في
كلية مسارات العولمة التابع إلى جامعة موسكو الحكومية "لومونوسوف" عبر منصة
Zoom، طاولته الدولية المستديرة في 29 آذار الماضي،
بحضور عدد من دول الشرق الأوسط وبمشاركة أكثر من 30 شخصية سياسية ودبلوماسية وعدد من
الخبراء.
وقد أشار مقرر الجلسة إيغور كروغفيخ نائب رئيس المركز العلمي
لغلوبوس 21، أشار إلى أن موضوعة السلام وإحلاله هو أعقد من الحرب في بعض تفاصيله ونجاحه،
وشدد على أهمية السلام الحيوية خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، وتداخل الجانب العلمي
والعملي في هذه الدول التي هي بأمس الحاجة لإطفاء ما تبقى من لهيب الحروب التي نشبت
فيها.
فيما أشار الخبير العراقي حسن الندوي إلى أن العراق وعلى
مدى 30 عاماً شهد أعمالاً عسكرية مستمرة منذ عام 1980 وحتى الوقت الحاضر وشكلت هذه
الظاهرة المفتاح الأساس بتشخيص السلبية في الأزمة البنيوية. وعلق الخبير والناشر السوري
إبراهيم الجاسم في دراسته على أن هناك نقاط أساسية في تخطي الأزمة يقف في مقدمتها تجارة
الأسلحة غير المشروعة والحد منها، وتنفيذ المشاريع التنموية الكبيرة ومكافحة الإرهاب
والتفاعل بين الدول لإنشاء واحة من الدول الآمنة في المنطقة.
وأشار الباحث محمد الحديثي إلى إن موسكو تقف إلى جانبنا فقط
بيد إننا نحتاج إلى مساندة أكبر من روسيا وذلك بالضغط على الولايات المتحدة في سياساتها
تجاه الشرق الأوسط. فيما شدد حسن فضل سليم في قضايا بحثه أن العلاقة المتوترة بين واشنطن
وطهران هي العامل الأساس في عدم استقرار العراق والمنطقة.
كما اعتبر باحثون روس أن ضعف التمثيل الثقافي والبعثات العلمية
إلى روسيا أوجد فراغاً واضحاً في علاقة العراق والدول المجاورة له مع روسيا وإن زيادة
البرنامج الثقافي الذي سيفضي إلى برامج تنموية أخرى سيزيد من حجم الإستقرار والسير
في خطى السلام التي ستقود المنطقة إلى الهدوء والأمان والإستقرار. ودعا إيغور كروغفيخ
نائب رئيس المركز العلمي التربوي (غلوبوس 21) على ضرورة مشاركة الحاضرين وحث الدول
والشخصيات المشاركة في المؤتمر العالمي حول التفاعل السلمي بين الأديان والأعراق الذي
سينعقد في موسكو عام 2022 وسيشمل كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. وأكد إيغور على
ضرورة مشاركة كل دول الشرق الأوسط وتفاعلها في هذا المؤتمر الذي سيجعل من هذه المنطقة
الساخنة تنزع إلى نبذ الحروب والخلافات وتبدأ فيها عمليات جديدة لبناء السلام والتعاون
الدولي.
إن هذا المؤتمر المزمع عقده العام المقبل في موسكو ربما سيكون
باكورة عمل جاد لنزع كل فتائل الحرب والأخذ بمبدأ السلام والتعايش الذي سيقود المنطقة
إلى واحة الامان وربما تكون روسيا هي الرائد في سياساتها الدولية تجاه منطقة الشرق
الأوسط والعراق تحديداً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق