بغية السير بموازات التطورات التي يشهدها العالم والتي تتسارع في جميع مفاصل الاقتصاد، تتعالى الاصوات المطالبة بالتخطيط والعمل على انشاء مدن ذكية جديدة خارج نطاق المدن الحالية، والتي لا تحمل الموازنة الاتحادية اي مبالغ مالية، بل تحقق مصدر ايراد مالي مستدام، وما يترتب على ذلك من انتقالة حقيقية في الحياة العامة، وخلق فرص عمل لم تكن في حسابات الجميع في الوقت الحالي، فضلا عن تحريك السوق المحلية التي سوف تزود مثل هذه المدن بجميع مستلزماتها. خبير الشان الاقتصادي خالد الجابري قال في حديث لـ "الصباح": ان "العالم يتطور بشكل متسارع في ميدان انشاء المدن الذكية والتي باتت تعتمد ومنها في طور التنفيذ اقليميا، زالعراق غير عاجز عن تبني هذا التوجه زمسايرة هذه التوجهات العالمية، لما يملكه من ثروات وموارد بشرية تعد الاذكى على نطاق المنطقة". واكد الجابري على ان "مثل هذه المشاريع لا تكلف الموازنة الاتحادية العامة اي تخصيصات مالية تثقل كاهلها، بل تحقق لها عوائد مالية جديدة وكبيرة، حيث تنفذ هذه المدن عبر الاستثمارات المباشرة الداخلية والخارجية، في وقت يوجد اقبال كبير على مثل هذه المشاريع المهمة، كما ان هذه المدن سوف تزيد من قيمة اصول الدولة، كون قيمة الاراضي سترتفع عشرات اضعافها، والاراضي تعد اصول مالية للدولة". واشار الى ان "هذه المدن يجب ان يخطط لها من قبل مكاتب متخصصة في هذا الشان، والايجابي في هذا الامر ان العراق يملك مثل هذه المكاتب القادرة على دعم مثل هذه التوجهات وتملك خبراء لهم ثقلهم على ساحة التخطيط الدولي، الامر الذي يسهل من مهمة السير بموازات التطورات التي يشهدها العالم في هذا المجال". ولفت الى ان "العالم يشهد ثورة في طريقة الحياة، وبات التوجه لانشاء المدن السكنية والصناعية الخضراء ينال اهتمام اغلب دول العالم"، لافتا الى "حتمية ان يكون لدينا توجه حقيقي صوب هذا المشاريع التي توصف بالمشاريع الخضراء الصديقة للبيئة". والمح الجابري الى ان "عصر التغيير الثوري الذي يشهده العالم في طريقة الحياة لايؤثر في الطلب النفط الخام، حيث يحتاج العالم الى 95 مليون برميل نفط يوميا، 27 % منها تذهب كوقود لوسائل النقل، في حين لدينا النقل الجوي يتوسع بشكل كبير ولا يستغني عن الوقود، فضلا عن الصناعات العالمية التي تتطور وتتوسع باستمرار ومنها البتركمياويات التي تشهد تطور في جميع مفاصله، كل هذه سوف تعوض ما يقد من طلب كوقود للسيارات ". ولفت الى ان "السير في هذا التوجه يحقق منفعة مزدوجة للبلاد، حيث تتحقق ايرادات مالية مستدامة وكبيرة من المدن الذكية، اضافة الى ايرادات النفط والثروات الاخرى التي يحسن استثمارها". ووجدت الصباح هناك فتور من الجهات المعنية تجاه هذا الموضوع المهم، حيث اكدت عدة مؤسسات اهمية الموضوع وانه سوف يكون في حساباتها المستقبلية لاهميته وتناغمه مع التوجهات العالمية التي اعطت مساحة واسعة من اهتمامها لمشاريع المدن الذكية الذي باتت تتبناها اغلب دول المعمورة.
بغداد - خاص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق