صلاح الشامي
لطالما اخذني التفكير في حال الشعوب المغلوبه على امرها وماهيه الاسباب الموجبة لذلك؟
تذكرت مقولة الطاغية جنكيز خان الشهيرة ( انا لايمكن ان اكون ظالما لولا وجود من يعينني على ذلك وأن بقية الناس عبيد )
قد تكون هذه المقولة من نسج الخيال ولكنها تمثل الحقيقة المرّة على مدى التأريخ البشري
يجرني هذا الاستهلال الى واقع اخر ملموس نعيشه حاليا
الا وهو ان الكروبات الموجودة والمنصات الحديثة للتواصل الاجتماعي وهي بالمئات ان لم نقل اكثر من ذلك ... وتضم في جنباتها مختلف الاساتذة والاكاديمين والدكاترة وعلى اعلى المستويات .. وايضا خبراء الطاقة والعلم والاقتصاد....
المفارقة تكمن في قدرتهم الجماعية والفردية على تناول واقع العراق السيء طوال السنوات الماضية من جميع النواحي والاتجاهات وتحليل المشاكل بشكل ممتاز ووضع حلول لها وباساليب راقية ومصطلحات علمية وثقافية من الطراز الاول قد تكون غير مفهومة للاعم الاغلب من الناس وقد يكون القصد منها احيانا الاستعراض الفكري امام بقية الزملاء.
كل ذلك ممتاز ... ماخطر ببالي اليوم هو تساؤل بسيط
لماذا لايوجد اي تغيير على ارض الواقع؟
راجعت نفسي قليلا فلاحظت ان هنالك حلول عمليه جيده لم يؤخذ بها ايضا وصادرة عن جهات وشخصيات لها تماس بالواقع الفعلي للبلد اضافة الى الافكار الاكاديمية السابقة .
توصلتُ الى قناعة بوجود حلقة مفقودة تجعل ماطُرح من افكار نظريه او عمليه غير قابله للتطبيق تماما... او قد تطبق في اطار ضيق ولغرض معين .
اخذني ذلك الى التفكير بمسببات الحال وكيفيه الخروج منه ان امكن؟
هنا سكتت شهرزاد عن الكلام المباح ولجأت الى الكلام المتاح واخذت تروي لشهريار الحبيب عن قصة الراعي وغنمه عندما اخذته الغفوه وتسلل اليها الذئب البري قاصدا نيل غنيمته
ولماذا ارتجفت الغنمان وارتعبت مع انها كُثره والذئب وحيد ... ولو انها قررت جميعها او مجموعه كبيره منها الهجوم عليه لسحقته باقدامها او لقتلته نطحا بقرونها
وكلما اراد القطيع التحرك يمينا اوشمالا محاولا الهرب .. ارتد الى مكانه خائفا مرعوبا بزمجره شرسه من هذا الذئب الذي نال مراده
وقد يصل الحال في الاغنام الى الموت رعبا من شدة الخوف !
ولهذا اخذ شهريار بالتأمل بقصه محبوبته وادرك ان الكثره لاتعني الشجاعه وان الخوف قد يكون بالغريزه و ان غياب الراعي او ضعفه احيانا هو الذي جعل الذئاب تأكل الخرفان ولو كان الراعي قويا وشجاعا ومستعدا لها لتمكن من ادراك الموقف بصورة صحيحة .
ازمه الدولار الحاليه تعطينا مثال حي على تأثير القوى الخارجيه المختلفه علينا وهي المسبب الرئيس عنها وعن كثير من المشاكل الاخرى التي يعاني متها البلد بالاضافه الى وجود القوى الداخليه التي تحكمت بشرايين الجسم العراقي وتمكنت منه.
اي منصف يستطيع قول هذا الكلام... ولكنه غالب يقف عنده ولا يتعداه الى المخاطرة بحياته وحياة عائلته اذا تطرق الى ابعد من ذلك
ويهمس في اذنك انه يخشى القتل اذا تعدى الحدود المرسومة .
من الذي رسم هذه الحدود وجعلها خطوط حمراء لايمكن تجاوزها؟
انه الخوف الغريزي للاغنام ايها الساده
انه اعانه الظالم هولاكو وجنكيز خان
ايها الساده
انها الاستسلام المسبق للعدو دون قتال بحجج واهيه مستمده من ضعفنا وليس من قوته ، انه خوف العبيد .
ايها الاخوه الاعزاء … لمَ لا نضع الحلول والافكار المناسبة للنهوض الجمعي ضد الظلم والفساد الموجود كواقع مؤلم وفاسد جاثم على رقابنا ونفوسنا منذ سنين
هنا يأتي دور الراعي القوي المُطاع وكم نحن بحاجة لمثله ؟
فان وجد وتمكن من اخذ دوره في تغيير الامور فبها ونعمه.. ولنا في قراءة التأريخ القديم والحديث خير شاهد ومثال على ان الشعوب والأمم لاتنهض الا بوجود قادة عظام تمكنوا من تحقيق المجد والعزة لشعوبهم
والا .... يبقى المولى (عز وجل ) هو الاول وهو الآخر وهو على كل شيء قدير.
وننتظر فرجه
صلاح الشامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق